الاثنين، 23 يوليو 2012

المزرعة السعيدة

لا يمر يوم أو أكثر.. حتى يأتيني على الفيسبوك طلباً من أحد الأصدقاء لألعب معه في (المزرعة السعيدة).. هذه اللعبة التي صارت هوساً وإدماناً للملايين من الناس.. الذين فيما يبدو لديهم احتياطي ضخم من الزمن الفائض.. الطلبات تكون على هذا النسق:
- (الطائر الجريح) يقوم ببناء مزرعة رائعة ويريد أن يشاركك إنجازاته.!
- (ذات العينين الناعستين) ربحت 200 من الذهب في المزرعة.!

كنت أتجاهل هذه الطلبات.. ولكنها تكاثرت عليّ في الأيام الأخيرة.. كثير من الناس يرغب في أن ألعب معه.. لست أدري كيف أقنعهم بأنه لا وقت لدي للعب.. انتابني الفضول لأعرف ما هي هذه المزرعة السعيدة التي صدّعوا بها رؤوسنا.. فوجدتها لعبة على الفيسبوك.. وهي تدعم اللغة العربية فقط.. ويلعبها حتى هذه اللحظة أكثر من ستة ملايين ممن يتكلم العربية.. الواحد منهم يجلس أمام هذه المزرعة أكثر من خمسة عشر ساعة في اليوم  -لابد أن جهة ما مستفيدة من إلهاء كل هؤلاء العرب عن شيء مهم يدور في الخفاء- دخلت صفحتها الرئيسية فوجدت مقدمة عنها تقول:

- (هذه لعبة المُزارع الحقيقية، المُزارع المُجدّ الذي يصنع السترات من صوف الحيوانات.. والذي ينتج الكتشب من الطماطم! تعال وإنضم إلينا.!!)

ههه.. هكذا الأمر إذاً.. ومكتوب عليها أيضا:
- (ازرع، احصد، اطعم أبقارك ثم قم بحلبها، ثم قم ببيع الحليب إذا أردت أو قم بصنع الجبن ثم قم ببيعه لتجني أموالا أكثر).!

بالطبع الزراعة والحصاد وحلب البقر هذا كله على شاشة الحاسوب.. وبعد كل ذلك يقولون: (المزارع المُجدّ)، والعجيب أن كثير من أصدقائي كان يرغب في إقناعي في أن أشاركه في حصد الطماطم وحلب البقر في المزرعة السعيدة.. فـ أتجاهل هذه الطلبات.. إنهم لا يعرفون أن لدي بالخارج أمور أهم بكثير من أن أحلب بقرة داخل الفيسبوك.!

ومن عجائب هذه المزرعة وجدت مكتوباً في صفحتها:
  - (مرحى أيها الرفاق أصبح لدينا شجرة القرفة في المزرعة السعيدة! التي سوف تملأ المزرعة بالرائحة الجميلة المنعشة إلا يبدو هذا رائعاً؟).

بالطبع لا يبدو لي هذا رائعاً.. ولست أدري كيف يشم اللاعب في المزرعة رائحة القرفة.. فإذا كانت تخرج له الرائحة عبر السماعات.. فهذا شيء لست أعرفه.!

0 التعليقات:

إرسال تعليق