الخميس، 22 أكتوبر 2009

للمتزوجين حديثاً: لا تصدقوا هذا الكلام

المُجرّب عادةً هو من يُبدي الرأي ويتبرع بالنصح والمشورة، ولكن غير المجرب أحياناً يفعل، وتكون النتيجة إما مبهرة جداً أو كارثة للغاية، إذاً هل سبق لك أن سمعت نصيحة غير مجرّب، قد يكون وقد لا، ولكن أسمعها مني الآن، أنا غير متزوج، وسأتزوّج ربما بعد قرن، ولديّ نصيحة للمتزوجين حديثاً، وهي للزوج بالذات، وهي عبارة قصيرة وهي:

- أن يطيل باله بقدر الإمكان.!

ومن الأفضل أن يطيله لأقصى مدى، لأنه سيواجه في حياته الجديدة مواقف تتطلب الصبر الجميل، فـ الكثير من الزيجات الجديدة تتأزم بسبب عدم الصبر، ما سأقوله لك قد تمُرّ به، وقد لا تمُر، إذا كان أو لم يكن، فأنت لا تخسر شيئاً فقط تابع معي حتى النهاية.!

سأنقل لك سيناريو يحدث كثيراً للمتزوجين حديثاً، ولكن ليس بالضرورة، بعد الزواج بأقل من سنة سينتظر الزوج قدوم مولود على أحرّ من الجمر، ويتوقع هذه البشارة مُتلهفاً، وهو المسكين لا يدرى أن قدوم مولود يعني أنه سينزل عدة طوابق من عرش قلب زوجته، فاسحاً المجال للأولاد لبقية العمر، ولكن هذا أمرٌ لابد منه.!

في بداية حياتك الزوجية ستكون الملك المتوج على قلب زوجتك، ولكن تبدأ المتاعب بظهور هذا الطفل، حينها ستصرخ بنت الناس كل عشرة دقائق:

- من فضلك أريد قدح من الشاي الأحمر الثقيل!

- أذهب سريعاً إلى السوق .. أريد (برقوق) نصف استواء.!

وقد تطلب معه (لبن نعام) خالي من الدسم، وما عليك سوى الصبر الوفير.!

كل الرجال يتظاهرون بأنهم لا يدخلون المطبخ، ولكنهم بالخفاء يفعلون، وأنت من المؤكد ستفعل، ستعد الشاي بسرعة وعندما تحاول دخول الغرفة تصرخ فيك:

- انتظر خارجاً .. أففف .. رائحتك بصل .. بصل.!!

وبعدها ستكون مُمِلاًّ ومهملاً تماماً، ولا حل أمامك سوى أن تلوك الصبر، وتمد حبل المهلة بقدر الإمكان، وأطمئن، فهذا الوضع سيتغير بعد ثلاثين سنة فقط كما أخبرني جدي عليه رحمة الله.!

بعد أن يخرج الطفل إلى الحياة الدنيا، ستقضي ليالٍ طويلة وأنت تنام في الصالة أو الصالون، لأن المحروس ابنك نومه خفيف، وقد تزعجه بشخيرك العالي، وأبشّرك بأن هذا الوضع لا يدوم أكثر من سنة ونصف.! وفي هذه الفترة من الأفضل أن تتنازل عن أي مطالبات مستعجلة في البيت حتى لا تسمع كلمات من نوع:

- أصبر .. مالك أراك مستعجلاً هكذا .. وأنا التي أساهر طوال الليالي من أجل ابنك الذي لا يكفّ عن الصراخ والعويل.!

بعدها ستكتشف أن لديك موهبة مدفونة في الطبخ، نعم أدخل المطبخ، وتنازل عن فكرة أن الرجل لا يدخل المطبخ، ممكن تدخل بالخفاء حتى لا تراك جارتكم وأنت تحمّر بعض قطع البطاطس، وتجعلك أضحوكة في الحي، وستكتشف كذلك أنك امتلكت مهارات فنية عالية، وتستطيع أن تكوي أربعة بناطلين وقميصين في عشرة دقائق لا غير.!

بعد أن يصل الطفل مرحلة التمييز والإدراك، أحياناً قد تتركه لك الزوجة لترعاه، وتذهب هي لأحد المشاوير غير المهمة، ومرات يكون الولد مكارأ، يبكي بلا سبب ولا يأكل من يدك بتاتاً، وإذا رفض أن يأكل، وحتى لا تتهمك الزوجة بأنك خائب ولا يمكنك حتى إطعام الطفل، أغلق عليك باب الغرفة تحوطاً، وأنتهز هذه الفرصة لتشكر شركة (سيريلاك) على منتجهم الجديد (سيريلاك بطعم العنب).!

ستدخل في دوامة أخرى وهي تلبية طلبات البيت، وهذه تحتاج إلى الصبر الوفير، ستكتب لك زوجتك الطلبات في ورقة صغيرة، وقد تتعمد بعثرة المحتويات في الورقة بقدر المستطاع، حتى تعطيك الانطباع بأن هذا كل ما تريده، فإذا احتاجت لسبعة أصناف من البقالة، ستكتب لك ثلاثة، والبقية توزعها لك بين محتويات الخضار والبقوليات، وستكتشف هذا الأمر عندما تصل إلى الجزار، وتضطر للعودة للبقالة مرة أخرى، وعند العودة للبيت، قد تدخل يدها في كيس ما دون أن تنظر محتوياته، وتمسك بأول ليمونة فاسدة وتحدق فيها كـ صائغ يفحص خاتم مغشوش، وتصرخ فيك وهي تبعثر بقية الكيس، وتبدأ في فرز محتوياته واحدة .. واحدة وهي تصرخ في وجهك:

- ما بال البامبي لونه يميل إلى الرمادي، لابد أنه مخزّن قبل مائة عام؟

- هذه البامية طويلة جداً ولا تصلح للطبيخ!

ولك ذات النصيحة، ما عليك سوى الصبر.!

من أكبر المصائب التي تقع على رأس الأزواج الحديثين منهم والقدماء هي افتتاح محل ملابس جديد، أو محل قديم يعلن عن تخفيضات جديدة، أفترض أنك ذهبت مع زوجتك إلى هذا المحل لشراء عباءة لزوجتك المصون، أولاً ستعطيك الطفل الصغير لتحمله، مع ملاحظة أنه لا يبكي إلاّ عندما تحمله أنت.!

بعدها ستقف هي أمام أول مجموعة معروضة من العباءات قد تقف ربع ساعة وهي تحدق فيها فقط، ثم تمسك بأول عباءة وتقلّبها ذات اليمين وذات الشمال، ثم ترفعها للأعلى نحو اليمين بأقصى ما تستطيع، وتقربها نحو الإضاءة، ثم تعيدها لوضعها الأصلي، وكل هذا لا يستغرق سوى نصف ساعة، ثم تتركها وتبدأ ذات الإجراءات مع عباءة اخرى، وقد تسألك من باب تصبيرك فقط:

- اللون الأسود أفضل أم البني؟

- هذا أحسن؟

- لا .. لا .. من الأفضل أن أشتري اللون التركوازي المائل إلى البصلي حتى يتماشى مع الحذاء ذي اللون الفوشي.!

بما أنك تريد الخلاص ستقول لها وأنت تربت على الصغير الذي نام علي كتفك:

- اشتري أي واحد ودعينا نذهب.

وبعدها تدخل يدك في جيبك لتدفع بالطبع، وينطبق عليك قول الكاتب أحمد رجب حينما قال:

- لا يشكّل ارتفاع أسعار الثياب النسائية أي مشكلة بالنسبة للمرأة، لأن هنالك كائنات تُسمى بالرجال يقومون بدفع هذه الأسعار.!

وأذكرك مرة أخرى أن الصبر جميل.!

قال الرجل لـ زوجته:

- أريد أن يكون في هذا البيت بعض الرومانسية!

ذهبت الزوجة لـ أمها وسألتها:

- يا أماه .. ما معنى رومانسية؟

ردّت الأم:

- والله يا ابنتي لا أدري .. ولكن للضمان أطبخي دجاجة مسبّكة بالأرز في الغداء.!


0 التعليقات:

إرسال تعليق